وَ رَوَى الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ
عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فِي مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ إِذَا أَسْوَدُ تَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الزُّنُوجِ مَلْفُوفٌ فِي كِسَاءٍ يَمْضُونَ بِهِ إِلَى قَبْرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَيَّ بِالْأَسْوَدِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَكُشِفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ ع يَا عَلِيُّ هَذَا رَبَاحٌ غُلَامُ آلِ النَّجَّارِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع وَ اللَّهِ مَا رَآنِي قَطُّ إِلَّا وَ حُجِلَ فِي قُيُودِهِ[1] وَ قَالَ يَا عَلِيُّ إِنِّي أُحِبُّكَ قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِغُسْلِهِ وَ كَفَّنَهُ فِي ثَوْبٍ مِنْ ثِيَابِهِ وَ صَلَّى عَلَيْهِ وَ شَيَّعَهُ وَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى قَبْرِهِ وَ سَمِعَ النَّاسُ دَوِيّاً شَدِيداً فِي السَّمَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّهُ قَدْ شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَبِيلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ كُلُّ قَبِيلٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ اللَّهِ مَا نَالَ ذَلِكَ إِلَّا بِحُبِّكَ يَا عَلِيُّ قَالَ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي لَحْدِهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَوَّى عَلَيْهِ اللَّبِنَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ قَدْ أَعْرَضْتَ عَنِ الْأَسْوَدِ سَاعَةَ سَوَّيْتَ عَلَيْهِ اللَّبِنَ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ وَلِيَّ اللَّهِ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا عَطْشَاناً فَتَبَادَرَ إِلَيْهِ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِشَرَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَ وَلِيُ اللَّهِ غَيُورٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أَحْزُنَهُ بِالنَّظَرِ إِلَى أَزْوَاجِهِ فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ.
[1] ( 1) قال في النهاية( 1: 204): فى الحديث« انه عليه السلام قال لزيد: أنت مولانا، فحجل» الحجل: أن يرفع رجلا و يقفز على الأخرى من الفرح، و قد يكون بالرجلين إلّا أنه قفز، و قيل: الخجل: مشى المقيد.
بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج39، ص: 289