وليّ اللّه‏ غيور!

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏14، ص: 523

بينا رسول اللّه في ملأ من أصحابه، و إذا بأسود على جنازة تحمله أربعة من الزّنوج، ملفوف في كساء يمضون به إلى قبره.

فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- عليّ بالأسود. فوضع بين يديه، فكشف عن وجهه. ثمّ قال لعليّ- عليه السّلام- يا عليّ، هذا [رياح‏] غلام آل النّجّار.

فقال عليّ- عليه السّلام-: و اللّه، ما رآني قطّ إلّا و حجل في قيوده، و قال: يا عليّ، إنّي أحبّك.

قال: فأمر رسول اللّه بغسله، و كفّنه في ثوب من ثيابه و صلّى عليه، و شيّعه [رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-] و المسلمون إلى قبره، و سمع النّاس دويّا شديدا في السّماء.

فقال رسول اللّه: إنّه قد شيّعه سبعون ألف قبيل من الملائكة، كلّ قبيل سبعون ألف ملك. و اللّه، ما نال ذلك إلّا بحبّك، يا عليّ.

قال: و نزل رسول اللّه في لحده، ثمّ أعرض عنه، ثمّ سوّى عليه اللّبن.

فقال له أصحابه: يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-، رأيناك قد أعرضت عن الأسود ساعة، ثمّ سوّيت عليه اللّبن! فقال: نعم، إنّ وليّ اللّه خرج من الدّنيا عطشانا فتبادر إليه أزواجه من الحور العين بشراب من الجنّة. و وليّ اللّه‏ غيور، فكرهت أن أحزنه بالنّظر إلى أزواجه، فأعرضت عنه.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏14، ص: 523

دیدگاه‌ خود را بنویسید

Clicky آیا می خواهید از آخرین مطالب با خبر شوید؟ ... خیر بله  
پیمایش به بالا